random
أخبار ساخنة

الانسان الزوهري كيف سحرت شابة صديقتها الزوهرية

 

قصة شابة سحرت صديقتها الزوهرية في الطعام

هذه قصة واقعية تمت احداثها و وقائعها على حساب شابة بريئة تعرضت إلى السحر الأسود من أقرب صديقاتها التي غدرت بها و جعلت منها جثة بلا روح و لا حياة ، و لربما تتساءلون ، ما هو السبب ؟ ستتعرفون على تفاصيل القصة الواقعية بأكملها من البداية إلى النهاية ، النهاية الحزينة و المؤلمة ، نهاية لا ينفع معها الندم أو التحصر.

الوثائقية هل كنت تعلم تنقل لكم قصص واقعية لم تسمع بها من قبل ، و للتواصل معنا ، ارسل رسالة على خانة " اتصل بنا ".

تنويه: تم تغيير الاسماء الحقيقية حفاظا على خصوصية الشخصيات الرئيسية ، و ذلك رغبة من صاحبة الاحداث الواقعية ، لم يتم تغيير أي حدث من الاحداث بل تم نشر هذه القصة بناءً على سرد صاحبتها كلمة بكلمة.

يُمنع السب أو الشتم في التعليقات لأن هذه سياسة مخالفة لموقعنا الالكتروني.

هذه القصة حكتها لنا: اسماء ، شابة تعمل بالمستشفى الحكومي ، رفضت اسماء ذكر البلد و المنطقة بالتفصيل في القصة التي ننشرها الآن ، كما طلبت منا تغيير الاسماء الحقيقية حفاظا على خصوصيتها.

التعريف بالشخصيات الرئيسية:

  • اسماء: ممرضة في غرفة الانعاش رقم 1 ، العمر 29 عاما.
  • نجلاء: ممرضة في غرفة الانعاش رقم 1 ، العمر 25 عاما { و هي ضحية السحر الاسود }.
  • سعاد: ممرضة في غرفة الانعاش 2 وظيفتها مراقبة المرضى بعد العمليات الجراحية ، العمر 27 عاما.
  • يارا: مساعدة تمريض { مختصة في تجهيز الأدوات الجراحية } في غرفة العمليات للجراحة العامة مسؤولة عن تعقيم و تجهيز الادوات الطبية الخاصة بعمليات الجراحة العامة ، العمر 24 عاما.

و هناك شخصيات ثانوية سيتم ذكرها ضمن هذه القصة الحزينة و المؤلمة ، لن أطيل عليكم.

القصة الواقعية لفتاة تسحر صديقتها الزوهرية بالسحر الأسود

تعيش اسماء ، سعاد ، يارا ، في منطقة واحدة كما أنهم يعرفون بعضهم البعض منذ الطفولة ، و أما نجلاء فتعيش في منطقة بعدية نوعًا ما عن اسماء و زميلاتها ، مما يُضطر نجلاء الى التنقل عبر الحافلة لمدة ساعة كاملة للوصول الى العمل ، بدءت نجلاء العمل في المستشفى الحكومي صيف عام 2005.

كانت نجلاء شابة جميلة مثقفة و متفانية في عملها ، كانت تتقن عملها كل الاتقان ، كل من كان في قسم الجراحة العامة و الانعاش معجبين بها و بأخلاقها و بتفانيها في العمل.

منذ بداية عملها بالمستشفى الحكومي تعرفت على اسماء ، فقد كانت اسماء موظفة قبلها بـ 4 سنوات ، و سعاد كانت قبلها بـ 3 سنوات ، اما يارا فقد بدأت العمل بعد نجلاء بعام واحد فقط.

تقول اسماء:

كُنت من قبل اعمل بالمستشفى بغرفة الانعاش رقم 1 مع ممرضة أخرى تدعى نعيمة ، و كانت قد شارفت على التقاعد ، و بعد قدوم نجلاء الى العمل بعد تخرجها من كلية التمريض بامتياز الى نفس القسم الذي كنت اعمل فيه ، خطفت انظار الجميع ، مما جعل الدكتور الجراح المسؤول على قسم الجراحة و دكتور التخذير و الانعاش المسؤول على قسمنا يقرران أن تنظم نجلاء الى قسم الانعاش و بالضبط الى الغرفة رقم 1 حيث كنت أنا ، قاموا بجعلها تحل محل الممرضة نعيمة و هي بدورها كانت سعيدة لأنها كانت تعُد آخر أيامها بالمستشفى ، أجل كانت سعيدة لأنها تتقاعد في هذه الاثناء.

إلى هنا كان كل أمر طبيعي بالنسبة إلي ، لكن من لحظة لأخرى كنت اسمع عن ألسنة الجميع: نجلاء تخرجت بامتياز ، نجلاء ستعمل في قسمنا هذا رائع ، هذه الكلمات حفرت في عقلي نفقًا مظلما جدا ، و أردت أن أرى هذه النجلاء و من هي حتى تأسر قلوب الجميع و أذهانهم قبل رؤيتها حقًا.

في الاسبوع التالي ، توظفت نجلاء في قسمنا ، قسم الانعاش و الجراحة العامة ، كان ذلك أول يوم لها ، كنت أنتظر من بعيد فقط لأرى من تكون هده الفتاة التي لم تأتي بعد للعمل و الكل يتحدث عنها ، حانت اللحظة الآن ، دخلت نجلاء الى قسمنا من الباب الأمامي ، أول ما لاحظته فيها كان أمرًا غريبا جدا ، كانت تمشي و كأنها هي العالم كله ، كانت و كأنها القمر ، شيء ما شدني إليها و لم أستطع أن أزيل نظري عنها.

شعرت بنار تحرق قلبي حقدًا عليها من أول يوم رأيته فيها ، لم أكن أعرفها ، كانت أول مرة أراها فيها و من بعيد ، لم أعرف ما الذي جعلني أشعر بالحقد اتجاهها ، غِلٌ لم أشعر به من قبل ، هل لأنها تخرجت بامتياز ؟ لا ، لا اعتقد ذلك ، كان هناك أمرًا ، و هذا الأمر سأكتشفه بالطبع.

لا أدري كيف أصفها في تلك اللحظة ، هل هي غريبة ؟ أم أنها تتميز عني و عنا جميعًا ؟ و بماذا تتميز ؟ لم أستطع الاجابة عن هذه الاسئلة ، عندما اقتربت منها أحسست بشعور غريب في جسمي ، عندما نظرت إلى وجهها خفت كثيرا ، كأن هناك أمرًا غريبا يحدث ، كانت عيناها برَّاقتان جدا ، كأن أشعة الشمس تلوح منهما ، إنهما واسعتان ، جميلتان و جذابتان ، صدقوني ، لم أنتبه إلا لعيونها.

في تلك الاثناء كان الممرض المسؤول عن الممرضين في قسمنا يتحدث معي و لم اسمعه أبدًا ، حتى أخذت سعاد بيدي و نبهتني إلى رئيس الممرضين ، كان يقول:

" هذه زميلتكم الجديدة في القسم ، تخرجت من كلية التمريض بامتياز و نحن مسرورون جدا أنها تعمل معنا في قسمنا هذا ، اسماء إن نجلاء ستعمل معك منذ هذه اللحظة ، أرِها خزانة نعيمة لتضع فيها أشياءها ، و أنا سأعرفها على القسم و جميع الموظفين ".

قُلت في نفسي: " سيريها القسم بنفسه ، لماذا ؟ فعندما أتيت أنا إلى القسم لم يهتم بي أحد هكذا ، بماذا تتميز عني هذه الموظفة الجديدة ، سنرى من تكون له الكلمة الأخيرة ، سنرى ".

بعد مرور 6 أشهر على عملنا معًا ، اندمجت نجلاء معي و مع الجميع و منذ أول يوم لها ، و كأنها تعرفنا من زمان قديم ، كانت تعمل و دائما هناك ابتسامة لطيفة على وجهها ، و كنت أريد أن أراها بائسة أو غاضبة ، و كنت أسلم لها المرضى الذين يتسببون بالمشاكل في القسم و الذين كانوا يتذمرون و يصرخون ، كنت أريدها أن تعاني.

لكن ، كلما سلمتها مريضا عنيدا أصبح ذلك المريض كالملاك و هي ترعاه ، حتى المرضى أصبحوا لا يفارقون اسمها ، نجلاء تعالي ، نجلاء أنت حقًا مثل ابنتي ، كانوا يدعون لها بالخير و يُعاملونها و كأها ملكة على وجه الأرض ، أما أنا فقد كنت أزداد كرها لها كل يوم.

مرَّ عامين و نحن نعمل معًا ، كان كل من رئيس الممرضين يتحدث معها هي فقط منذ قدومها ، و رئيس الأطباء عندما يكون لديه مريض حالته حرجة يُحملها مسؤولية العناية بالمريض و مراقبته ، كان هذا فعلا ضربة قاصمة بالنسبة إلي.

جلسن ذات يوم مع سعاد و يارا نتناول وجبة العشاء معًا في وقت متأخر من الليل ، و كنا نتجاذب أطراف الحديث ، بينما كانت نجلاء تصلي و تقوم الليل ، فقد تعودت ختم القرءان كل شهر و هي تقوم الليل ، و كان وجهها يزيد ضياءَ يوما بعد يوم.

حدثت سعاد عن نجلاء ، أخبرتها أنني لا أطيقها ، و أني أشعر بنار تحرق قلبي و تأكل عقلي كلما رأيتها و هي تؤدي عملها بسعادة و أيضا كانت تجهز لقبولها في كلية الطب بعد نجاحها بامتياز في اجتياز اختبار القبول ، كنت أريد نقطة ضعف منها ، كنت أترصد بها أدنى خطأ لأوقع بها ، لكن دون جدوى.

كنت كلما دبرت خطةً لأوقع بها كانت تنجو و كأن أحدًا ما يخبرها بما سيحصل معها و تتجنب ذلك الأمر ، من هذا الذي يخبرها ، في البداية شككت في سعاد و يارا ، و كدت أخسر صداقتهما لأجل هذا السبب ، لكنهما أقسمتا لي أنهما لم يخبرانها بشيء ، فقد أثبتتا لي أنهما يريدان إزاحتها من الطريق بأقصى سرعة و بضربة قاضية.

أردت أن أزيلها من طريقي ، فقد كان الجميع يستشيرها و كانت مجرد ممرضة ، فما عساهم يفعلون إن درست الطب و أصبحت مختصة.

في أحد الليالي أشارت لي سعاد بأن أفضل طريقة للتخلص منها هي أن أتقرب منها ، و أتصرف مثلها ، يعني أن أقوم و أحب القيام بكل شيء تفعله ، و كان هذا أمرًا محتوما لأعرف أشد نقاط ضعفها و أضربها ضربة لا تقوم لها قائمة بعدها.

أصبحت أتقرب منها يوما يعد يوم ، و أصبحت أعرفها على أهلي واحدا و احدا ، كانت تصدق أنني حقًا صديقتها ، كنت أصفها بالغباء و أضحك في داخلي كلما تقربت منها أكثر.

في يوم ما كانت تتوضأ لصلاة الفجر ، و لاحظت فيها شيئا غريبا ، كانت راحة يديها لا تحتوي على خطوط مثل راحة يدي ، بل كان هناك خط فقط في كل يد ، و ذلك الخط كان يقطع راحة كفيها عرضيا من الجانب الى الجانب ، اخبرتها عن سبب اختلاف راحة يدها عني راحة يدي ، فقالت إن الله خلق مليارات البشر من بدء الخلق إلى نهايته و كل يختلف عن الآخر في الشكل و التفكير و الأفعال ، كانت هذه إجابتها ، فقلت في نفسي سنرى ماذا يعني هذا الاختلاف بيني و بينك.

بعد قُرابة حوالي 8 أشهر من تقربي منها ، صارت تحكي لي أشياءً غريبة عنها ، و خاصة عن شعورها و عن الرؤيا التي كانت تراها ، تعجبت و ذُهلت مما كانت تقول ، كانت تروي لي عن أشياء أذهلتني ، و كأن نجلاء كانت تمتلك قوة خفية عجيبة ، كانت تحكي لي عن رؤيا كلما رأتها ، قالت لي نجلاء:

في المرة الأولى:

" رأيت في منامي أنني في مكان يشبه الجزيرة ، و كان المكان قاحلا و كأنه الصحراء ، و رأيت على يميني فإذا به شاطئ بحر مهيب ، و أتت إلى الشاطئ من وسط البحر المهيب سفن عملاقة جدا ، رست السفن على الشاطئ و هبط منها رجال أقوياء جدا ، كانوا ينظرون إلى ، و نزل من إحدى السفن رجل لم أرى مثله من قبل ، كان النبي سليمان ، نزل من السفينة و توجه إلى مباشرة ، لقد كان كله نور ، و أعطاني سيفًا من نور ، مسكت ذلك السيف من مقبضه و شعرت بقوة كبيرة ، و زاد طول السيف ضعف طوله ، و خضع لي كل الرجال الاقوياء الذين نزلوا من السفن ، و نظرت خلفي فإذا به تمثال أسود كبير جدا ، كان طوله أكبر من الجبل الشامخ الذي خلفه ، ضربت عنق ذلك التمثال الذي كان يزداد طوله فأرديته أرضًا ، و صغُر حجمه حتى دست على رأسه و جعلته أسفل قدمي ، و عندها أفقت ".

قالت لي نجلاء في المرة الثانية:

" رأيت نفسي و أنا معكم جميعا { و قصدَتْ بذلك نحن جميعا موظفي المستشفى } و رأيت ملكا عظيما نادى علي و أطاني صندوقًا كبيرًا و مفتاحا كبيرا ، و أجلسني على عرش عظيم ، و هتف الناس باسمي و أخذوا يبجلونني ، و لكنكم كنتم تنظرون إلي نظرات و عيونكم حمراء كأنها الدم ".

تقول اسما ، هناك رؤى أخرى لم أجرء على إعادتها على مسامعكم ، لأنها تدل على أشياء عظيمة جدا ، اشتعل في قلبي حسد عميق لم أستطع السيطرة عليه ، و كانت نجلاء تكلمني وحدي فقط بما تراه في المنام و اليقظة على أساس أنني صديقتها المقربة ، و كلما قالت لي سرًا ذهبت و قصصته على مسامع سعاد و يارا ، اشتعلنا غضبا و شاط غضبنا ، و أردنا النيل منها بأسرع طريقة.

و صادف ذات يوم أن أتى والدي إلى الى المستشفى ليقوم بفحوصات روتينية مع طبيب التخذير و الانعاش ليجري عملية إزالة الماء من العين ، هنا رأى نجلاء ، و بمجرد أن رآها سألني عنها " من تكون تلك البنت ؟ أتعرفينها ؟ "، أخبرته أنها ممرضة تعمل معي في نفس القسم و في نفس غرفة الانعاش التي أعمل بها ، انجذب إليها أشد الانجذاب ، شعرت بغيرة و حسد شديد ، و أخذت أُشوِه صورتها أمام والدي.

قلت له " إن هذه الممرضة غير صالحة ، إنها لا تعمل بشكل جيد ، و هي غير مؤدبة ، و سأتحدث مع مسؤول القسم ليُخرجها من قسمنا " ، لكن والدي قال " لا أظن ذلك ، إنها شابة عفيفة ، و يبدو ذلك على وجهها ".

بعد أن أجرى والدي الاختبارات الطبية ، طلب الطبيب المختص في التخذير و الانعاش من نجلاء أخذ عينات الدم من والدي و أخذها للمختبر ، هنا حدث أمر غريب ، راح والدي يتحدث مع نجلاء و سألها بعض الاسئلة و كانت تجيبه بكل صراحة ، لقد كانت طيبة جدا مع والدي كما كانت مع كل المرضى.

بعدها أتى والدي و أخبرني بصوت خافت جدا ، قال إن نجلاء فتاة محظوظة جدا ، سألته " لماذا ؟ " فقال " إنها زوهرية ، و هذه فئة نادرة ، كما أنها طيبة و خلوقة و صادقة ، با ابنتي ، لا تقولي لأحد ما قلتِه لي عنها قبل قليل - أنها غير صالحة - فهذا كذب و افتراء ، و احذري أن تُقْدِمي على شيء يؤذيها ، لأنك ستتعرضين للأذى " ، ثم ذهب أبي و غادر المستشفى.

تساءلت كثيرا عما كان يعنيه والدي ، و لم أفهم شيئا ، و راحت تتكرر على مسامعي كلمة " إن نجلاء محظوظة و طيبة " فقلت في نفسي " سنرى من هو المحظوظ يا نجلاء ".

في أحد الليالي نمت و رأيت في منامي و كأنني في الواقع رؤية لم أرها من قبل ، رأيت أنني في منطقة مظلمة جدا و لم أستطع أن أرى شيئا ، و إذا بي أرى نجلاء من بعيد و نور ساطع يلوح من وجهها و يديها ، و كانت تقترب مني شيئا فشيئا ، و كلما اقتربت مني زاد النور ضياءً و أضاءت لي المكان ، و راحت تمشي و تنظر إلي و رحت أمشي خلفها و أنا أستضيء بنورها ، و كلما ابتعدت عني صار الطريق مظلما لا أرى فيه شيئا و كلما همت قدماي بالتعثر ، تشير إلي نجلاء بيدها فتضيء لي الطريق ، و عندها أمشي و أهتدي بنورها.

و في الليلة التالية ، رأيت رؤيا غريبة أيضا ، رأيت و كأنني جالسة في مكان مزدحم جدا بالناس و لم أعرفهم ، و رأيت الناس يصطفون في صفين تاركين طريقا واسعا ، ثم رأين نجلاء و هي تحمل مفتاحا كبيرا من الذهب و على رأسها تاج من نور ، و كانت تردي ثيابا كأنها ثياب الملوك ، و كان يسير خلفها رجلان لم أستطع تمييز ملامحهما ، فقد كان النور يشع من وجهيهما ، و وصلت نجلاء إلى مكان مرتفع و اجتمع الناس جميعا و كانوا يقومون بتحيتها ، و هي كانت واقفة تلوح بيدها لهم ، ثم أشارت بيدها خلفها فإذا به كرسي أبيض يشبه كراسي الملكات ، فجلست عليه.

هنا استيقضت و وجدت نفسي متعرقة كثيرًا ، لم أفهم معنى هذه الرؤيا الغريبة التي رأيتها ، شعرت و كأن أمرًأ ما ينتظر نجلاء ، هل هو مُلك ، أم منصب رفيع ، أم ماذا ، في الحقيقة لم أفهم.

و في أحد الايام رأيت نجلاء تفكر و تفكر ، لم تكن على عادتها ، سألتها ما سبب شرود ذهنها فقالت: 

" رأيت في منامي رؤيا تكررت لعدة أيام ، رأيت نفسي أحمل مفتاحا كبيرا و الناس تهتف لي ، و على رأسي تاج من ذهب " ، صُدمت كثيرا لكوننا رأينا نفس الرؤيا فقلت لها: 

" أظن أنها رؤيا صادقة و جيدة ، فلماذا أنت مهمومة هكذا إذن؟ " ، فنظرت إلي نظرة حزن و قالت: 

" لكنني لم أهنأ في رؤياي هذه ، فبينما هممت بالجلوس على العرش فإذا ....، " 

قلت: " فإذا ماذا ؟ ".

فقالت: " فإذا بشخص طعنني في ظهري طعنة جعلتني أستلقي أرضا و جلس هو على العرش ".

انهمرت من عينها الجميلتين الدموع ، فقلت لها في استغراب:

" لكنك جلست على الكرسي فلماذا تقولين أنك طُعنت من الخلف ؟ فقالت:

" أنظري إلى ظهري ، هذا هو مكان الطعنة التي تلقيتها في رؤياي ".

نظرت إلى المكان الذي أشارت إليه فإذا به جرح جديد ، و كل ما حول الجرح أزرق اللون ، ذهلت لما حصل لها ، لكن في تلك الحظة شعرت في نفسي بالفرح لأنها لن تصل إلى ما توقعته أنا ، فهي أكيد لن تصل إلى أي شيء.

بعد يومين من هذا الحديث كله ، و بعد تفكير شديد و كبير استهلك كل قوتي ، أخبرت سعاد و يارا بالموضوع ، و كنت ألاحظ ملامحهما و أنا أقص عليها الرؤيا التي رأيتها و التي رأتها نجلاء ، كانتا غير راضيتين ، شعرتا بالحسد و الغيرة منها ، و ما زاد من غيرتهما أني أخبرتهما ما قاله والدي عنها ، أنها فتاة محظوظة ، و أنها زوهرية.

هنا حدثتنا سعاد عن الزوهريين بالتفصيل ، و بعدها تأكدت من يدي نجلاء ، فقد كان بهما خط عرضي يقطع راحة يديها لنصفين ، كانت محظوظة فعلا ، في الحقيقة ، لقد شعرنا بنار تحرقنا في تلك اللحظات ، كانت مميزة لدى الجميع ، الجميع يحترمها و يحبها ، كنا لا نطيق ذلك ، و زاد غضبنا أكثر فأكثر بعدما رأيته في تلك الرؤيا.

كنت أفكر في وسيلة أُبعد بها نجلاء عن طريقنا ، خاصة بعدما تقدم أحدهم لخطبتها ، كان الدكتور عبد الله و هو طبيب عام كان قد اجتاز امتحان الاختصاص في الامراض المعدية بنجاح ، و كان قد في السنة الأولى من الاختصاص ، هنا أدركت فعلا عندما قال لي أبي أن نجلاء محظوظة جدا ، أجل ، فهي ستحظى بزوج عما قريب ، و أنا التي كنت أعمل معه لسنوات لم يلحظ وجودي حتى.

فكرت في أمر كان سيقدم لي مطلبي بابعاد نجلاء عن طريقي نهائيا ، و قد صممت على ذلك ، و لكن كان لابد من أن تساعدني يارا و سعاد على ذلك و في أقرب وقت ، قبل أن تتم الخطبة الرسمية بين نجلاء و عبد الله ، لقد قررت الآن و انتهى الامر.

كان في المنطقة التي نقطن بها شخص معروف في كل البلاد ، كان من أشهر من تعامل مع السحر ، و كان يسخر الجن على حسب قوله ، و كان ما قام بسحر لأي شخص إلا و أصاب ما أراد ممن أراد ، لم افكر و لو لبرهة ، بل قررت مباشرة الذهاب إليه ، و كان على يارا أو سعاد أن تأتي معي لمقابلته ، و لحسن الحظ ، فقد وافقة يارا على الذهاب معي إلى ذلك الساحر.

قبل ذهابنا أشارت لنا سعاد أنه يجب أن نأخذ معنا أثرًا من أثر نجلاء ، لنختصر الوقت و تكون لنا الغلبة عليها ، و كان ذلك أمرا سهلا جدا ، إذ كنا نعمل في المستشفى معا و كنا نعمل ليلا معا ، مما جعل أخذ أثر نجلاء أمر بسيط للغاية.

و كان أول ما فعلته ، أن استغفلت نجلاء و تظاهرت بأنني أستخدم هاتفي كالمعتاد و التقطت صورة واضحة جدا لها ، كان هذا أول ما أخذته معي إلى الساحر ، و انتظرت حتى خرجت نجلاء من غرفة المناوبة و ذهبت مباشرة إلى وسادتها و وجدت بعض شعرها الذي سقط منها على الوسادة ، أخذت كل شعرة كانت على الوسادة ، أجل ، شعرة واحدة كانت تكفي مع صورة واضحة لها.

في الاسبوع التالي ذهبت أنا و يارا إلى ذلك الساحر ، لقد كان المكان الذي يعمل فيه مكانًا منعزلا ، و كان يبدو بيته مهجورا ، دخلنا إلى المنزل و كان أحد الرجال هو الذي يستقبل الناس ، كنا أول من وصل ذلك اليوم ، لم أشعر لا بالخوف و لا بشيء آخر ، كل همي كان التخلص من نجلاء نهائيا.

طلب منا ذلك الرجل الجلوس في غرفة كان متسخة نوعًا ما و بها رائحة غريبة ، كانت هيئة الرجل غريبة ، كان ذا لحية كثيفة و يلبس لباسا فظفاظا ، و يضع قلادة غريبة بها نجمة منقوش عليها كتابة لم أفهمها ، و بينما أنا أتأمل ذلك الرجل ، طلب منا الدخول إلى غرفة كانت في نهاية الرواق ، بمجرد دخولنا وضع الساحر شيئا يشبه التراب على نار كانت أمامه فتبخر منها دخان كثيف ذو رائحة نفاثة كادت تخنق أنفاسي.

طلب منا الرجل الجلوس أمامه ، فجلسنا ، ثم نظر إلينا ، يارا كانت تنظر إلى النار بينما أنا كنت أنظر إلى عيني الساحر مباشرة ، كان الصمت يعم المكان ، ثم تحدث الساحر و على وجهه ابتسامة و قال:

" مرحبا بكما ، لقد جئتما إلي لأن هناك من عكَّر حياتكما " ، فقلت: " نعم ، نعم هناك من عكر صفو حياتي و أريد التخلص منه بأسرع وقت ".

تبسم الساحر و قال:

" إنها فتاة تعمل معكما ، اسمها نجلاء ، أهذا صحيح ؟ ، فقلت له و أنا متلهفة: " نعم ، أجل إنها هي " ، و أخذ الساحر يصفها لي بوصف دقيق جدا ، فقلت في نفسي: " هذا ما كنت أطمح إليه ، ساحر متمكن " ، و أدركت أنني انتصرت و أني سأزيلها عن طريقي.

فقال الساحر: " ماذا تريدين بالضبط ؟ " ، فقلت: " أريد أن أتخلص منها ، أريد أن يكرهها الجميع ، لا أريدها أن تنجح في دراسة الطب ، و أريد أن لا تتزوج من الطبيب الذي تقد لخطبتها ، أريده أن يكون زوجًا لي أنا ، أريدها أن تعاني " ، و نظرت إلي يارا و قالت: " لقد أحضرنا من أثرها صورة و شعرًا " ، تبسم الساحر و قال: " أعطني أثرها هذا لنرى ما سنفعله بها ".

أعطيته الصورة و الشعر ، نظر الساحر إلى الصورة و أخذ يتفحص ملامحها جيدا ، ثم قال: " أريد شيئا آخر من أثرها يكون السحر فيه أكثر قوة و لا يُشفى بدا ، و يجب أن تأكل من سحر سأحضره أنا بنفسي لتكون ضربة قاسمة لها ، و بالتأكيد سنستخدم شعرها و صورتها ، أحضري لي من دمها ، و أحضري أيضا حناءً من يدها و سترين كيف سيتحول كل حظها لك و لصديقتيك ".

لم أشعر بأن هذا الأمر صعب ما دمت أعمل معها و أنام معها في غرفة واحدة بالمشفى ، قلت للساحر أنني سأعود لك في الاسبوع القادم.

عادت كل واحدة فينا إلى المنزل ، و اشتريت الحناء ، و في المناوبة ، تظاهرت أنا و سعاد و يارا بأننا نضع الحناء ، و طلبت منها أن أضع لها القليل منها ، فوافقت بكل بساطة ، وضعت لها الحناء ، و بقيت في يدها بعض الوقت ، و لما همت بنزعها ، تظاهرت بمساعدتها و أحضرت كيسا بلاستيكيا و وضعتها فيه ، و أخفيتها في حقيبتي ، و لكن المفاجأة أنني لاحظتها أنها لم تصلي ذلك اليوم ، فقد كانت في فترة الحيض ، راقبتها جيدا حتى رأيتها دخلت إلى الحمام ، و دخلت بعدها و وجدت فوطة صحية حديثة بها دم ، لقد كان دم نجلاء.

أخذت تلك الفوطة و تلك الحناء في صباح اليوم التالي و توجهت مع يارا إلى الساحر ، دخلنا إليه و أعطيته الحناء و الفوطة الصحية لنجلاء ، فقال الساحر: " هذا ما كنت أبحث عنه ، دم الحيض ، ممتاز ".

راح الساحر يقوم بعمل السحر في الدم و الحناء ، ثم في الصورة و الشعر ، كان يقوم بطقوس غريبة جدا ، و لم تخفني تلك الطقوس أبدا ، بل رحت أفكر في أنني سأحظى بما كانت تحظى به نجلاء من حب و تكريم و حظ.

بعدما انتهى الساحر طلب مني وضع تلك الحناء في يدي و يد يارا أيضا ، و أعطاني القليل منها لتضعه سعاد في يدها أيضا ، ثم احتفظ بالصورة و الشعر و الفوطة و الدم ، و وضع بهم طقوسا و طلاسم مختلفة ، و قال: " أنا سأتكفل بالباقي و لا تسألي أبدا عنه  ، أنا سأتولى كل شيء ".

ثم أعطاني شيئا يشبه رذاذ الغبار و كان له رائحة خفيفة لم تكن جيدة أكيد ، ثم قال ضعي هذا العقار في طعام نجلاء ، و حاولي أن تضعيه في طعامها المفضل ، و عندها ، كلما أكلت و تناولت ذلك الطعام تجدد السحر بنفسه دون أن نجدده نحن.

أعطيت الساحر مبلغا كبيرا من المال ، و قد تشاركت في ذلك المبلغ مع يارا و سعاد ، و كنا سعيدتين جدا ، غادرنا منزل الرجل الساحر و عادت كل واحدة إلى بيتها ، في الغد اتفقت مع سعاد لكي يكون الأمر عاديا ، اشتريت الشكولاطة المفضلة لنجلاء ، بينما صنعت سعاد طبقا من الحلوى التي نستخدم فيها العسل و الجوز و اللوز ، ثم وضعنا العقار عليها ، ثم توجهنا للعمل ، أعطيت سعاد من تلك الحناء و وضعت منها على كلتا يديها ، و بمجرد الوصول إلى المستشفى نزعتها من يديها.

كان نجاحنا يعتمد على أن تأكل نجلاء ذلك الطعام ، بعد الانتهاء من العمل توجهت مع نجلاء إلى غرفة المناوبة ، و تظاهرت سعاد بأنها صنعت الحلوى و تريدنا مشاركتها في طعامها ، و أخرجت أنا بدوري تلك الشكولاطة متظاهرة بأنني سأتناول منها.

بدأنا بتناول الطعام بشكل عادي ، و قدمت جزءًا من الشكولاطة التي بها العقار لنجلاء ، و قدمت سعاد بعضا من الحلوى لنجلاء ، و بكل بساطة تناولت نجلاء حبة من الحلوى التي صنعتها سعاد و حبتان من الشكولاطة التي قدمتها لها ، و هنا دخلت يارا ، فأشرت لها بأن تسكب لنا من الماء الذي به العقار ، و شربت منه نجلاء أيضا ، شعرنا بالسعادة العارمة.

بعد مرور يومين ن التقينا في العمل مجددا ، و كانت نجلاء على غير عادتها ، كانت شاردة الذهن ، سألتها: " ما بك يا عزيزتي ، هل أنت بخير ؟ " و كنت أنتظر الاجابة التي أريد أن أسمعها ، فقالت: " لست بخير ، أتعلمين ، لقد رأيت في منامي شيئا غريبا " ، استغربت و سألتها: " ماذا رأيتي ؟ " فقالت:

" رأيت في منامي أن امرأة قدمت لي كوبا من الماء و شربت منه ، و بعدما شربت منه رأيت أن في ذلك الماء شعر و دود ، و كان الماء و كأنه ملوث بالتراب ، و قدمت لي امرأة أخرى طعاما مع امرأة أخرى ، و كان ذلك الطعام قديما و به رائحة كريهة ، كانت به أشواك كثيرة جرحت فمي فسال منه دم كثير ".

ثم قلت لها في لهفة: " و هل رأيت وجه تلك النساء ؟ هل عرفتيهن ؟ " ، فقالت: " لا ، لم ألمح ملامحهما ، لكنني كنت و كأنني أعرف من هن ".

في هذه اللحظة جاء إلينا رئيس القسم للمرضين ، و راح يصرخ في وجه نجلاء ، و كان غاضبا جا منها ، ثم نظر إلي و راح يبتسم في وجهي و يكلمني بلطف ، في تلك اللحظة تأكدت تماما من أن كل ما سعيت إليه قد نجح ، أجل ، فعل السحر فعله في نجلاء ، و صار كل شيء في يدي أنا.

و في المناوبة التالية ، أتت نجلاء للعمل و وجهها شاحب جدا ، و عيناها متعبتان و قد فقدت جمالهما ، كنت كلما رأيتها بذلك البؤس و الشقاء أشعر بسعادة عارمة جدا ، و رحت أسألها و أنا في قمة السعادة: " ماذا بك اليوم أيضا " ، فقالت: " رأيت في منامي رؤية أصابتني بالرعب ، رأيت كلبا أسود كبيرا كأنه عجل ، كان ينظر إلي بحقد كبير ، و كنت كلما أردت الهرب منها ، نبح علي نباحا مرعبا ، و ما لبث أن هجم علي و عضني من يدي اليسرى " ، فقلت لها: " ما هو إلا أضغاث أحلام ، إنك مصابة بالوسواس " ، لكنها أرتني يدها اليسرى ، لقد كانت مجروحة و كأن ذئبا مفترسا عض يدها حقا ، و كان كل ذراعها مزرقًا ، لم أشعر إلا بالفرحة و السعادة ، فقد فعل السحر فعلته ، و كان كل شيء كما أريد.

بعد أسبوع فسخ الطبيب عبد الله خطبته من نجلاء ، و بعدها بيومين تقدم لخطبتي ، لم أكن أصدق ما حصل ، شعرت بفرح شديد ، و بعدها بشهر فقط ، تزوجنا ، و كنت أعيش معه بسعادة ، كان و كأنه يعبدني ، لا يرفض لي طلبا ، و كان كالكلب المطيع لي.

تزوجت أيضا سعاد ، و بعد 5 أشهر تزوجت يارا أيضا ، كل ذلك ما كان ليحصل لولا أن قمنا بما قمنا به ، كنا سعيدات و نحن نرى نجلاء تعاني ، أصبحت هزيلة الجسم ، دائمة المرض ، و أصبحت منبوذة لدى الصغير قبل الكبير ، حتى عائلتها لم تعد تعاملها كما كانت تعاملها من قبل.

بعد عام واحد فقط من عمل السحر ، أصبحت نجلاء طريحة الفراش ، و أصيبت بمرض في الدم ، كان سرطان الدم الخبيث ، و أصيبت بفقدان الذاكرة الجزئي جراء المرض ، لم ينفع معها دواء أو علاج.

و في ذات ليلة رأيت في منامي رؤيا ، كانت هذه الرؤيا مخيفة ، رأيت أنني أمشي في مكان جميل ، و ما لبثت أن هبط الليل ، و كنت أمشي دون أن أعرف أين أضع قدمي ، و مشيت حتى أصبحت أمشي في مكان مليء بالوحل ، غاصت كلتا قدماي في الوحل ، و راح جسمي يغوص و يغوص في الوحل ، حتى وصل الوحل إلى عنقي ، و راح يخنقني ، و لم أستطع التنفس أو الصراخ ، و لم أجد من يساعدني ، و إذا بي أرى نجلاء و هي بين السماء و الارض ، حزينة جدا ، و حولها نور جميل ، كانت تنظر إلي بحزن شديد ، رحت أستنجد بها ، لكنها لم تحرك ساكنا ، كانت تنظر إلي فقط بعينيها الغائرتين الحزينتين ، لم أستطع حينها التنفس ، و رحت أختنق ، و إذا بزوجي يوقظني من النوم " ، و وجدت نفسي أختنق فعلا.

أما سعاد فقد قالت أيضا أنها رأت رؤيا مخيفة: " رأت نفسها و كأنها قد ماتت ، و كانت ترى نفسها و كأنها في جهنم ، كانت في مكان مظلم و ضيق جدا ، و كانت واقفة على رؤوس السكاكين ، و قدماها تنزفان دما و تتألمان ، و كانت نار تحرق ظهرها و شيء يخنقها من عنقها ، و ما لبثت أن رأت نجلاء تنظر إليها و تخاطبها قائلة: " لن أسامحك أبدا ، لن أسامحك ما حييت " ، و كانت أيضا يارا خائفة جدا ، لكنها لم تروي لي ما يخيفها.

كنت كلما نمت أرى نفس الرؤيا ، أنني عالقة في الوحل حتى منقي ، و أنني أختنق و نجلاء تنظر إلي ، لا تتكلم و لا تقول شيئا ، كانت تنظر إلي فقط.

بعد كل هذا أرادت يارا أن تخبر نجلاء بطريقة غير مباشرة عن السحر ، و أنه يجب أن تتوجه لأحد الرقاة الشرعيين ليشرف على علاجها ، و لكنني رفضت أنا و سعاد و أقنعناها أنه إذا شُفيت نجلاء من السحر ، فسنفقد أزواجنا و عائلاتنا ، و سعادتنا مربوطة بهذا السحر ، و أصلا هو يتجدد تلقائيا كلما شربت الماء.

لم يطل الأمر ، مرت 4 أشهر أخرى و مازالت نجلاء تتعذب جراء المرض ، و في أحد الأيام نُقلت للمستشفى الذي عمل به و دخلت قسم الامراض الدموية ، ذهبت لرؤيتها و لكنني لم أتعرف عليها ، كانت مجرد هيكل عظمي يتنفس بصعوبة ، بعد أسبوع واحد فقط تم نقلها إلى قسم الانعاش خاصتنا ، و كان كل من في القسم أطباء و ممرضين عاجزين عن مساعدتها.

بعد يومين فقط من انتقالها إلى قسم الانعاش ، فارقت نجلاء الحياة ، توفيت نجلاء و التحقت بالأموات ، صُدمت لما دخلت في الصباح إلى القسم و سمعت: " نجلاء ماتت ، توفيت نجلاء " ، لم أعرف مالذي سأفعله ، لكن علي أن أواصل كما كنت ، لن أفرط في سعادتي مطلقا من أجلها

سمعت سعاد و يارا الخبر و أتيا على الفور إلى غرفة نجلاء و قد كان الممرض المسؤول ينقل جثمانها إلى قسم حفظ الجثث ، كانتا صامتتين و لم تنطقا بأي كلمة.

مر على وفاتها حوالي سنة و نصف و مازلت أراها في رؤياي ، و هي تنظر إلي دون أن تتكلم ، كنت أرى نفسي عالقة في الوحل ، و هي تنظر إلي و لا تكلمني ، عيناها غائرتين و حزينتين ، وجهها به نور جميل و أنا في الوحل في ظلام شديد.

بعد مرور هذه السنوات كلها ، شعرت بالندم ، و أردت أن أذهب إلى ذلك الساحر ليزيل ذلك السحر و أن أتوب ، لكن بعد فوات الأوان ، فقد توفي ذلك الساحر و ترك أبنه البكر خليفة له ، أخبرني أنه لا يعلم ما فعل والده بذلك السحر.

بنيت حياتي على حساب حياة فتاة أخرى ، سعاد و يارا لا زالتا على رأيهما ، أنهما لا يريدان خسارة ما كابدتا للحصول عليه ، لا أعرف ما الذي سأفعله الآن ، لكنني أعرف أن نجلاء طيبة جدا و لو اعترفت لها بما فعلته و طلبت منها السماح و الصفح لسامحتني و صفحت عني.

هذه القصة روتها لنا أسماء ، لم نقم يتغيير أي من التفاصيل ، و لكننا غيرنا الاسماء الحقيقية فقط.

هذه القصة تعلمنا الكثير عن الأشخاص الذين لا رحمة و لا شفقة في قلوبهم ، ماذا لو لم تقمن بهذا السحر اللعين لنجلاء ، أكانت تزوجت من عبد الله ؟ أكانت درست الطب و تفوقت فيه بامتياز ؟ أكانت عاشت لوقت طويل لترى أولادها و أحفادها ؟ قصة جعلتني أشعر بالرعب مما قد يصل إليه أي انسان من أجل مصالحه الشخصية.

اتركوا لنا وجهات نظركم في تعليق.

author-img
الزوهري على الوثائقية هل كنت تعلم

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent